كان سعدٌ الذي يكبُر أخاه إبراهيم بعامين، دائمًا يُسرع كلَّما أحضرتْ أمُّه حلوى ليقوم بقسمتِها إلى نصفين بينه وبين أخيه، لكنَّه كان دائمًا يظلمه ويأخذ النَّصِيبَ الأكبرَ، وكلَّما غَضِبَ إبراهيمُ قال له سعد: أنا أخوك الأكبر ومِن حقِّي النَّصيب الأكبر.
وفي أحد الأيَّام دخل الجدُّ على إبراهيم فوجده يبكي فسأله عن السَّبب فأخبره بما يفعله معه أخوه، فسأله الجدُّ عن أحبِّ أنواع الحلوَى عند أخِيه سعد، فقال: إنه يحبُّ حلوى الفراولة.
وفي اليوم التَّالي جاء الجدُّ وهو يحمل كعكة الفراولة، ففرح بها سعد جدًّا وفرح أكثر لأنَّ الجدَّ أعطاه سِكِّينًا وقال له: اقسمْها بينك وبين أخيك، وكانتْ فرصتُه في أن يقسمَها إلى قطعةٍ كبيرةٍ وقطعةٍ صغيرةٍ، وقبل أنْ يأخذَ القطعةَ الكبيرةَ جاءه صوتُ جدِّه يقول: أنت قمتَ بعمليَّةِ القسمة، والآن يقوم أخوك بالاختيار هيَّا يا إبراهيم خذ القسم الذي تُريده.
فحَزِنَ سعد لأنَّ إبراهيمَ أخذ النِّصْفَ الأكبرَ وعندما أراد تقسيمَها من جديدٍ مَنَعَه الجدُّ وقال له: لو عدلْتَ في قِسمتك لأخذْتَ نصيبَك بالعدل الذي يُحِبُّه اللهُ.