"
~"غـــابة المــــوت"~
تبدا قصتنا اليوم التي تدور احداثها حول غابة مشؤومة
قيل عنها"لم يسبق لاحد ان دخلها وخرج بعد ذلك حيا"ويبدو انها صارت قاعدة هناك
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 900x544 .
البداية...
يبدا مجرى قصتنا من قرية جميلة كانت تمتاز بطبيعتها الساحرة واشجارها الخضراء وطيورها الغناء ومياهها الجارية في فصل الربيع
كانت هذه القرية المسالمة من افضل الاراضي الزراعية التي يطل عليها المناخ الرائع
والتي كانت تمتاز بكثرة الانهار فيها..حتى ان اهل هذه القرية في كل موسم من هذا الفصل
يذهبون لجني حصادهم كما جرت العادة في كل سنة..
ولكن ومع كل هذا الجمال...كان الناس يتحدثون عن شيء غريب...كانو يتحدثون عن غابة مشؤومة يسمونها"غابة الموت"
تبعد بعض الكيلومترات عن تلك المزارع و عن بعض الشائعات والاقاويل
التي تدور حول بعض الامور والتصورات المرعبة في تلك الغابة المسكونة
وفي اليوم التالي كان الجو صحوا وجميلا واتى موسم الحصاد المنتظر حيث يذهب الجميع لجني محصولهم بعد عناء موسم كامل
كان لهذه القرية شيخا كبيرا في السن لديه شابان (سامر ورامي)وبنتان (ميساء وغيداء)اراد ارسالهم لجني محصولهم حيث قال
"تعرفون يااولادي اني قد كبرت على السير ولم تعد قدماي تساعداني على النهوض من هذا السرير وهذه المرة اريدكم ان تذهبو نيابة عني"
وبعد ان اخذو لوازمه الرحلة وشارفو على الخروج..حذرهم بشدة حيث قال"اياكم بالابتعاد عن بعضكم والذهاب بعيدا عن المزرعة"
خص بالذكر...تلك الغابة المشؤومة التي صارت حديث اهل القرية آنذاك
كان الجو رائعا..وبعد نصف ساعة من السير المتواصل وصلو اليها
ومن ثم جنو حصاد ذلك اليوم...
قررو الاسترخاء قليلا وقضاء بعض الوقت هناك ..وهناك شعرت اختهم غيداء بالعطش..
وارادت الذهاب لاقرب بئر من المزرعة..وذلك بعد ان الحت عليهم واخبرتهم بأن البئر قريب جدا ولا داعي لمرافقتها..
ومع عدم اطمأنانهم وارتياحهم لذلك الا ان غيداء اصرت على الذهاب بمفردها..
انقضت نصف ساعة على غيابها..ظن اخوتها الثلاثة بان مكروها ما قد اصابها..وبالفعل انطلقو جميعا للبحث عنها
ظلو يركضون وينادون عليها"غيداء..غيداء"لكن للاسف لاتجيب..بدات الشمس بالمغيب والشفق يلوح في السماء..وصلو الى
مكان مظلم شديد العتمة..وهناك وبعد ان احس الجميع بانهم قد ضلو الطريق تماما..وقتها ادرك الثلاثة بأنهم في غابة الموت
كانت اشجار تلك الغابة يابسة ومرعبة قد طال عليها الزمن بعد ان جفت وتمايلت
وكان يحوم حولها نعيب غريب ومخيف يشبه نعيب البوم الى حد كبير..الى جانب عواء الذئاب المخيفة
وليس هذا فحسب بل واصوات اخرى اكثر واشد رعبا..
تبدأت السحب السوداء تتراكم فوقهم شيئا فشيئا والظلام الدامس يحل عليهم..
يبدا صوت الرعد وتبدا الامطار بالانهمار بغزارة كبيرة..اسرع الاخوة بحثا عن ملجأ لهم حتى استقر بهم المطاف تحت شجرة كبيرة
الاغصان..واصبح الجميع في قصة رعب حقيقية..فيا ترى اين هم الان..
فجأة احس رامي ان شيئا ما قد احتك بظهره..وصرخ باعلى صوته مرعبا جميع اخوته..فالتفت خلفه مباشرة..
وياللعجب ..؟؟"لايوجد شي هناك"نظر اليه سامر وميساء بغضب..ومع ذلك ضل واثقا بان هناك شيء مريب في هذا المكان.
يلتفت مرة اخرى واذا به يلاحظ عيونا حمراء
شديدة الاحمرار متجهة صوبهم ومتخفية خلف تلك الاشجار المرعبة..ارتعب الجميع وانطلقو فرارا
لايعلمون الى اي واد يمضون..ووحوش الغاب تترصد تحركاتهم وتلاحقهم..وبالمصادفة؟؟.تلمح ميساء من بعيد دخانا يتطاير في السماء
لعله يكون هو ملجأهم الوحيد للنجاة..ضلو يركضون اتجاه مصد ذاك الدخان والمطر يهطل عليهم بغزارة..
وقد بدا لهم بانه منزل صغير..فجأة..حدث ما لم يكن في الحسبان..ماذا حدث..؟؟
تعثرت ميساء واذ بها تسقط في الوحل الممزوج بماء المطر في ذالك الحين..من كثرة ما ألم بها من التعب والارهاق الشديدين..
تمهل سامر لانقاذها اما رامي فضل يركض يركض دون توقف.ويبدو بأنه قد ضل طريقه هو الاخر..
والمصادفة الغريبة ان سامر لاحظ اختفاء تلك الوحوش التي كانت تلاحقهم قبل قليل وفي ذلك الحين
وهناك..لاحظو اختفاء رامي..وضلو بنادو عليه..لكن دون جدوى~
والغريب في الامر..اذ بسامر وميساء يجدان نفسيهما بجوار ذلك المنزل تماما..
فيا للعجب؟؟؟
كان منزلا مخيفا بطابقين يبدو من وهلته الاولى لكل من يراه انه مسكون بالاشباح والوحوش المرعبة
كان ذالك الدخان المتطاير من المدفئة هو نفس الدخان الذي ضلو يركضون اليه..
كان بجوار ذالك المنزل مزرعة بجانبها اسطبل ضخم وكبير جدا..اسرعا اتجاه ذاك المنزل المرعب..
وبدون تفكير لما قد يخبىء لهما القدر بداخله..يمسك سامر بذلك الباب الخشبي المهتريء
وميساء خلفه مباشرة ممسكة به من شدة خوفها..يبدا بفتح الباب بكل روية وهدوء..قليلا قليلا..لينظر من خلاله..وفجأة؟؟
"ليس هناك احد بالمنزل"..حيث كان هذا المنزل يتكون من طابقين بينهما درج..وكان بجواره ساعة كبيرة جدا تبدو من النوع القديم
والمريب اكثر ان المدفأة مشتعلة ويبدو بأنها موضوعة حديثا..ومع انين الرعد ولمعان البرق وصوت ضربات المطر على الارض
دخلو بخطواتهما دقيقة للغاية خوفا من ان يصدرا اي ضجة قد تكون سببا لهلاكهما..وبعد ذالك
احس سامر وميساء بالعطش وراحا صوب مطبخ كان قريبا منهما في ذالك الحين..
وبداخل المطبخ لفت انتباه سامر صندوق اسود وكبير يشبه التابوت
قال سامر :انظري لهذا الصندوق تحت الطاولة..يا الهي يبدو وكأنه ملطخ بالدماء..لا لا اظن..
ميساء :انا لا اشعر بالراحة هنا ابدا..فلنعد
لكن فضول سامر حال دون ذالك كله..فقد دفعه فضوله الكبير للمضي لفتح ذلك الصندوق او التابوت..وهناك
يفتح سامر ذلك التابوت..انه يفتح..؟؟ فماذا رأى؟؟واذ به يرى راس اخته غيداء ممددا بداخله..والدماء تلطخ وجهها..
صرخت ميساء باعلى صوتها وانهار سامر رعبا لهذا الموقف الرهيب..وفجأة
ويالها من مفاجأة..احد ما يحاول فتح الباب الخشبي..انه يفتح؟؟اجل يفتح؟؟
اختبأ سامر وميساء اسفل الطاولة هناك بجوار ذاك التابوت الاسود.فمن خلف الباب؟؟ خلف تلك الصواعق والامطار..
واذ بعجوز قبيحة المنظر بشعة الخلفة عوراء العين طويلة القامة مدببة الاظافر لها شعر غزير وابيض
والى جانب هذا كله كان بيدها اليسرى..ساطور طويل تتقاطر منه قطرات الدم واحدة تلو الاخرى..
..فيا الهي مالعمل..؟؟وبخطوات هادئة ضلت تخطو الخطوة تلو الاخرى..ولكن الى اين؟؟
ويبدو انها كانت قاصدة التابوت الاسود الذي كان بجوارهما آنذاك..
ضل البرق يضرب بكل قوته..حتى وصلت..توقفت قليلا..
واذا بها تبدات بالانخفاض نحوهما نعم نحو تابوتها..بل تابوت غيداء
وشعرها الابيض الطويل كان يتدلى نحوهما مباشرة ظل يتدلى ويتدلى وقد كانا بخوف ورعب تامين لدرجة الموت"نعم الموت"
وهناك وامام صوت الرعد وهطول الامطار وضربات البرق الذي يصم كل الاذان حدث ما لم يكن في الحسبان ابدا..أجل..هناك..ماذا حدث..؟؟
وهو ان الجزء الاول من هذه القصة قد انتهى وكم اتمنى ان تكون قد نالت على اعجابكم..وارجو من كل قلبي لمن قرأ هذا الجزء
ان يتحفني برده قبل ان يغادر حتى اتلافى كثيرا من سلبياتي والذي قد يكون سببا في كتابة جزئها الثاني الذي لن يقل تشويقا ورعبا
عن سابقته
وحتى يحين ذلك الموعد تقبلوا تحياتي الحارة جدا..