القصة:
اعتاد خالد أن يسافر كثيرا ، ويطوف بلداناً عدة . بعد أن يعود من سفره يقص على زملائه مشاهداته ..
هذا خالد و أصدقاؤه و هم يلتفون حوله .. و يبتسمون .. و يتساءلون :
ـ ماذا لديك من حكايات ؟!!
سيقول لهم حكاية جديدة ، قد يكون رآها ، ثم أضاف عليها من خياله ، و ربما تخيلها كلها .
يبتسم خالد ، و يجلس ، و أصدقاؤه يتحلقون حوله ، فرحين .. مبتسمين بصمت . و يقول :
ذهبت إلى بلد غاباته كثيرة .. وفي
يوم جميل خرجت إلى الغابة القريبة ، مشيت ، و مشيت حتى وجدت بحيرة بالقرب
من جبال عالية ،جلست بجانب البحيرة ، كنت قريبا من شجرة .. سمعت عدة أصوات
.. أصغيت .. كانت الأصوات تصدر من مياه البحيرة .. إنه اجتماع للأسماك ..
كان كبير الأسماك يطلب الهدوء :
ـ نحن في خطر .. اليوم جاء أحد مراقبي البحيرة صائحا :
ـ وجدت عدوا كبيرا يعيش بيننا ..!!
ـ أين ؟
ـ في البحيرة ، في الجانب الشمالي !!
ـ صفه لنا ... ما شكله ؟!!
ـ إنه كبير جدا .. طويل ،و له كرش ضخم ، و فم واسع كبير ، يمكن أن يبتلع عدة أسماك دفعة واحدة !
تصايحوا ، فهدأهم الكبير ، و قال :
ـ يا أولادي هذا هو التمساح .. إنه كائن خطر جدا ..
ـ و ما العمل ؟
ـ دعونا نفكر !!
و فيما هم يفكرون اضطربت مياه
البحيرة بشدة .. فر الكثير من الأسماك .. و بعد قليل خرج تمساح ضخم ساحبا
ذيله الطويل على ضفة البحيرة .. و توقف تحت أشعة الشمس ..
زعقت فيه سمكة صغيرة :
ـ ماذا تفعل هنا في بيتنا ؟!!
تثاءب التمساح غير مبال ، و دار بعينيه الصغيرتين حول المكان ، و فتح فمه الواسع ، وقال بسخرية :
ـ جئت هنا لآكل .. فهذا المكان مليء بالطعام .. تعالي لآكلك .. هيا أنا الأقوى هنا .. أنا سيد هذه المياه .. أنا الأذكى ...
ارتعدت الأسماك الصغيرة . تقدم كبير الأسماك و قال بصوت هادئ :
ـ قد تكون الأقوى لكنك لست ذكيا بما يكفي !!
ـ بل أنا أذكى من الجميع !! قالها بغرور واضح ، و ضرب المياه بذيله . رد عليه كبير الأسماك :
ـ قوتك نعرفها ... لكن كيف تثبت لنا ذكاءك ؟