ياترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟
هل تعرف من وسوس للشيطان حتى يعصى ربه
قصة تستحق الاطلاع
إن كلمة (” نفس “) هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( ق ): {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق : 16]
إن هناك مجموعة من الناس ** ليست بالقليلة ** تحارب عدو ضعيف جداً إسمه ( الشيطان ) والناس هنا تتسائل :
” نحن نؤمن بالله عز وجل ،ونذكره ونصلي في المسجد ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ….. و…… و …. الخ
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ! ! !
فلماذا ؟؟
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في محكم كتابه {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء : 76]
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس ) نعم … فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، وهي اللغم الموجود في داخل الإنسان
وهذا ما قاله الله سبحانه وتعالى على ما تجنيه النفس الأمارة بالسوء على صاحبها:
يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( الإسراء ) : {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء : 14]
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( غافر ) :{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر : 17]
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( المدثر ) : {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر : 38]
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( النازعات ) : {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات : 40]
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( التكوير ) : {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير : 14]
لاحظوا أن الآيات السابقه تدور حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء :أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله (أستغفر الله العظيم على أن أشرك به أحداً).
(( اللات ، والعزى ، ومناة ،وسواع،وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى ))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إلـه مزيف مازال يعبد من دون الله ويعبده كثير من المسلمين،
يقول الله تبارك وتعالى :
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية : 23]
ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولالداعية ولا لعالم ولا لشيخ ، لذلك تجده يفعل ما يريد يقول الإمام البصري في بردته : وخالف النفس والشيطان واعصيهما
دعونا ننظر إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ): {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة : 30]
وجريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا): {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)} [يوسف : 51 - 53]
و أما جريمة ( كفر إبليس) فلو تمعنت بها لوجدنا أن الشيطان شريك مع النفس الأمارة بالسوء فهو كان مستكبراً معتداً بنفسه: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف : 12]
وهنا قد يقول البعض أن الله سبحانه وتعالى هو من أغوى إبليس إستناداً للآية الكريمة: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر : 39]
نعم هذا صحيح (حاشا أن أكذب بآيات الله) ولكن سبب الغواية هي أولاً قلة الإيمان، ثانياً الطغيان، ثالثاً الإستكبار وهذا يأتي من النفس والدليل:
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)} [الصافات : 27 - 35]
وأما في جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى :{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة : 30]
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!!
وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف : 53]
إذاً فإن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء أو كلاهما ، فالشيطان خطر ..:::ولكن النفس أخطر بكثير :::…
أنظر إلى قول السامري (صانع العجل في زمان موسى عليه السلام): {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} [طه : 96]
وأما مدخل الشيطان على الإنسان (على الأغلب) هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب والدليل قول سيدنا وسى عليه السلام: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} [الكهف : 63] ولأجل ذلك تقع في المحظور
( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي يا غفور يا رحيم فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وإني أسألك بحق رحمتك التي كتبتها على نفسك يارب أن ترحمني والممؤمنين والمؤمنات من أنفسنا الأمارة بالسوء برحمتك يا ارحم الراحمين)
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف : 53]، {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 12]
ولا تنسى يا اخي دعاء ذي النون عليه السلام:
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء : 87]