السلام عليكم
الزواج أحد السنن الكونيه التي منذ أن خلق الله البشر منذ زمن أبونا آدم عليه السلام ومضى في ذريته وسنّه الله لهم هذه لحفظ النسل والتكاثر وإفراغ الشهوة فيما أحل الله وهو أغض للبصر وأحصن للفرج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن فيه تساؤل يطرح نفسه في وضع مخصص وهو :
إذا لم يتيسر للمرأة الزواج بعد طلاق أو وفاة زوج أو تأخر نصيب أو إنها لاترغب بالزواج ولايوجد عندها رغبه له كونه شيء نفسي بداخلها بعدم خوض تجربه ثانيه أو كونها تريد التفرغ لأبنائها , هل ممكن لها أن تعيش بدون رجل بهذه الظروف المخصوصه ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب أولاً : الحالة هذه حددتها بكونها مخصوصه حتى لايُفهم من الموضوع تهوين وتهميش ميزات الزواج ولكن هذا الجواب على وضع خاص وكيفية التكيف معه نأتي للتفصيل :
الجواب تستطيع المرأة أن تعيش حياتها بدون زواج أو رجل في حال عدم مجيء النصيب أو بكونها لاترغب هي من نفسها بذلك من دافع نفسي ويكون عندها أستعداد للتكيف أو بكونها تريد تفريغ نفسها لتربية أبنائها لجني ثمارهم في المستقبل حين كِبرها في حالة كونها مطلقه أو أرمله أو تريد التكيّف والتعايش مع تأخر النصيب ورضاها بما كتبه الله لها حتى لايشكل ضغط نفسي عليها ويشغل بالها كثير ويعكّر مزاجها ، وإذا رجعنا حتى إلى كتب الفقه إنه الفقهاء قسمّوا الزواج للرجل خمسة أقسام : واجب ومستحب ومكروه ومباح وأذكرها بأختصار :
1_ الزواج الواجب : يجب الزواج على من قدر عليه وتاقت نفسه إليه وخشي العنت ( الزنا ، ويطبق على الاثم والفجور والأمور الشاقه )
2_ الزواج المستحب : من كان تائقاً له وقادراً ولكن يأمن على نفسه من اقتراف ماحرّم الله عليه فإن الزواج يستحب له ويكون أولى من التخلي للعباده فإن الرهبانيه ليست من الأسلام في شيء
3_ الزواج الحرام : ويحرم في حق من يخل بالزوجه في الوطء مع عدم قدرته عيله وتوقانه إليه
4_ الزواج المكروه : ويكره في حق من يخل بالزوجه في الوطء والانفاق . حيث لايقع ضرر بالمرأة ، بأن كانت غنية وليس لها رغبة قويه في الوطء
5_ الزواج المباح : ويباح فيما إذا انتفت الدواعي والموانع
( بإختصار من فقه السنه للشيخ سيد سابق2/ ص 13-14 )
أمور مساعده للتكيّف مع تأخر النصيب أو عدم الرغبه بالزواج بالكليه :
1_ يوجد أمثله لنساء عشن حياة طبيعيه بدون أزواج مثل مريم العذراء أم النبي عيسى عليه السلام التي ولدته بدون أب آيه ومعجزه من الله (حتى إنه تعارف عليه في الديانه المسيحيه انقطاع الراهبات عن الزواج والتفرّغ للعباده ، وهذا حال في الديانه المسيحيه ولكن في الاسلام لايوجد رهبانيه وانقطاع عن الزواج وهذا معروف في السنه النبويه في الحث على الزواج ) وكذلك يوجد عابدات في التاريخ الاسلامي ورموز لكثرة العباده والزهد مثل رابعه العدويه التي توفيت وهي كبيره بالسن وعمرها 80 سنه ( لمعرفة المزيد من حياتها وأقوالها يراجع كتاب صفة الصفوره للأمام أبن الجوزي 4/27 )
ومن العلماء الكبار الذين توفوا ولم يتزوجوا مثل الأمام النووي رحمه الله توفي أعزب وعمره 40 سنه وهو مشهورلا يوجد أحد لايعرفه وأشهر كتاب متداول له رياض الصالحين ومن مؤلفاته : الأربعين النوويه وشرح صحيح الامام مسلم
وهذا مايحضرني من العلماء وإلا فيهم الكثير ممن فرّغ نفسه للعلم ولم يشعر إلا والسنين مضت به وهو لم يتزوج مع توفر كل متطلبات الزواج عنده ولكن كانت عنده غايات يريد تحقيقها وأشغلته
وكانت تقول زوجة أحد العلماء الكبار إن قراءة زوجها للكتب وانشغاله بها واندماجه إن قراءته هذه أشد عليها من ثلاث ضرائر
2_ إشغال الوقت بما ينفع والابتعاد عن الفراغ والتفكير وعدم إعطاء وقت للتفكير السلبي الذي يضر ولاينفع
فيه شريط كاسيت ممتاز عن قيمة الوقت للشيخ الدكتور ناصر العمر ولو إنه قديم منذ عشرين سنه تقريباً ولكنه قيّم جداً لايُملّ من سماعه إسمه : ( الوقت ) وله أسم ثاني ( الثروه المهدره ) وممكن تحميله من الكوكل ، ويبيّن في هذا الشريط حال السلف الصالح في المحافظه على الوقت والذكر وقيام الليل وعدم التفريط في المحافظه على الوقت وترطيب السنتهم دائماً بذكر الله حتى عندما يتحدثون يسبحّون ويهللون ويستغفرون ويقيسون الوقت بدل الدقائق بقراءة آيات القرآن ، وذكر الدول المتقدمه كيف وصلت ماوصلت إليه من محافظتها على الوقت واحترامها له واستغلاله استغلال نافع
ومن قصص السلف الصالح في أجتهادهم في العباده والمحافظه عليه أن أحدهم لم تفته تكبيرة الأحرام في المسجد اربعين سنه
وقال الوزير الصالح يحيى بن هُبيرة في بيان قيمة الوقت :
والوقتُ أعز ماعُنيت بحفظهِ *** وأراه أسهل ماعليك يضيعُ
ويوجد كتب تبيّن قيمة الوقت وكيفية أستغلاله من السلف الصالح منها :
الوقت عمار او دمار للشيخ جاسم المطوع ، جزئين
الوقت في حياة المسلم للدكتور يوسف القرضاوي
قيمة الزمن عند العلماء للشيخ عبد الفتاح أبو غده
3_ بعض الغير متزوجات حياتهن أفضل بكثير من المتزوجات الآتي يعشن في جحيم وعذاب مع ازواجهن ويصبن بالأمراض من جراء الحاله النفسيه السيئه الآتي يعشنها معهم ، وبعض الغير متزوجات عندما مثلاً ترى مجلس نساء فيه كثير متزوجات قد تشعر في نفسها بالضيق لكونها ليس عندها زوج مثلهن أو أبناء ولكن لو عرفت حقيقة بعض تلكن النساء لتعجبت من سوء حياتهن وبعضهن لايظهر حالهن السيء مع زوجها حتى لاتنحرج أو حتى لايتشمت بها احد ( وقد بعضهن تتظاهر بالسعاده وهي في شقاء وعذاب حتى وقد تكذب الشاهد إن ليس كل البيوت سعيده وفي هناء وقد تكون بعكس مايتظاهر بها بعض النساء ) والبيوت أسرار خصوصاً في هذا الزمن الذي كثرة مشاكله ولم يكن مثل قبل الذي كان الأستقرار الأسري فيه أكثر
وبعض الرجل لايصدق فيهم المثل المصري القائل : ( ظل راجل ولاظل حيطه ) فهو ليس ظل أحياناً بل موت بطيء
بل بعض المطلقات بعد طلاقها تشعر براحه كبيره وكأن صخرة انزاحت من صدرها وتتحسن حياتها وصحتها ونفسيتها وقد يظهر عليها لمن رآها وتغيّر حالها من بعد زوج عاشت معه حياة نكد وضيق فحال مثل هذا الزوج شبيه بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى جنازه مرت به : " مستريح أو مستراح منه " فيكون إما الميت هذا مستريح من الدنيا وهمومها أو الناس مستريحين منه بل حتى الحيوانات والجماد ترتاح منه لكونه مؤذي
وبعض المتزوجات يتمنين الطلاق ولكن الذي يمنعهن الأبناء وخوف ضياعهم بعد الطلاق أوأبعادهم عن أمهم أو عدم وجود جو تأمن فيه بعد طلاقها بكون قد تحدث مشاكل في بيت أهلها مع والديها أو أخوانها أو زوجاتهم أو أخواتها
4_ وجودها في بيت اهلها وأرتياحها نفسياً حتى لو لم يكن لها أبناء وبنات محاولة تقوية علاقتها في أبناء أخوها الذي هي عمتهم وأبناء أختها الذي هي خالتهم والخاله بمنزلة الأم والعم بمنزلة الاب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " الخاله بمنزلة الأم " متفق عليه ، " العم والد " حديث حسن رواه سعيد بن منصور في السنن ( صحيح الجامع الصغير للألباني 2/760 ) ، فحتى لو لم ترزق ويكتب الله لها أبناء فقرابتها أحياناً يسدّون مثل الأبناء وكثير قصص شاهدناها وسمعناها عن أبناء وبنات أخ او ابناء وبنات أخت تكون قريبتهم العمه أو الخاله المطلقه أو الأرمله او العازبه مثل أمهم ويبرّون بها ويصلونها ويكونون سند لها في كبر سنها ويذكرون الفضل لها في حبها لهم أو يصلونها لأن الاسلام امر بالصله وهذه من الروابط الكبيره بالاسلام صلة الرحم فهو دين تقوية روابط وتكافل
وحتى في الصديق قيل: رب اخ لم تلده امك ، فما بالك بالقرابه الذين فيهم خير وصلاح