الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم أما بعد ..
هذه بعض صفات الزوجة الصالحة
قال تعالى
" وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين
من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله
والله واسع عليم "
سورة النور الآية 32
أن تكون ذات دين،
فهي مستقيمة على دين الله ظاهرًا وباطنًا،
بلا توان أو تردد أو تكاسل أو تسويف أو هوى،
ليس بينها وبين زوجها مشاكل
حول طاعة الله تعالى وطاعة رسوله
صلى الله عليه وسلم ، مؤتمرة بأوامر الشرع،
مجتنبة لنواهيه، وعلاوة على ذلك فهي يقظة الالتزام.
ذات دين :
لأن هذا هو الاختيار الصحيح،
الذي تفرضه شريعة الله،
ويؤيده العقل الصحيح والنفس المؤمنة،
وتتجه إليه الفطرة السليمة.
وقد حض الإسلام الرجل
على حسن اختياره لزوجته على الدين،
حتى ينعم بصلاحها هو وأولاده وبيته.
وقال صلى الله عليه وسلم :
تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ،
فاظفر بذات الدين تربت يداك
الراوي:أبو هريرة المحدث:البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5090
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فذات الدين هي الزوجة الصالحة
التي يجب على الرجل أن يتزوج بها،
انطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم :
الدنيا متاع . وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث:مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1467
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وذلك للأسباب الآتية
(1) خير متاع الدنيا كما في الحديث السابق.
(2) تعين الرجل على شطر دينه:
لقوله صلى الله عليه وسلم :
من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه،
فليتق الله في الشطر الباقي
الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي -
المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8704
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(3) خير ما يتخذه المرء بعد تقوى الله تعالى :
فعن ثوبان رضي الله عنه قال:
لما نزلت: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )
[التوبة: 34]،
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره،
فقال بعض أصحابه : أنزلت في الذهب والفضة،
لو علمنا أي المال خير فنتخذه ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أفضله لسان ذاكر،
وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تُعينه على إيمانه
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم:
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(4) تعينه على طاعة الله وأمور الآخرة:
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:
رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت
فإن أبت نضح في وجهها الماء .
رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى ،
فإن أبى نضحت في وجهه الماء
الراوي:أبو هريرة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3494
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالله أكبر على هذه الزوجة المؤمنة الصالحة،
الحريصة على أداء النوافل، بل وعونها لزوجها على أدائها،
فكيف بالفرائض؟!
(5) تنجب له الولد الصالح
الذي ينفعه في الدنيا والآخرة:
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم :
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث :
صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له
الراوي:- المحدث:ابن تيمية -
المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم:
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولحديث:
إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول :
أنى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك
الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1617
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لذا فإنه يستحب عند البناء والمباشرة .
أن ينوي كل من الرجل والمرأة طلب الولد الصالح،
قال تعالى:
( فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )
[البقرة: 187]،
( أي لا تباشروهن لقضاء الشهوة وحدها،
ولكن لابتغاء ما وضع الله في النكاح من التناسل )
(6) هي وحدها التي تحقق
للرجل أهم عناصر السعادة الزوجية:
وذلك لأن منطلقاتها وغايتها في الحياة
تختلف اختلافًا كبيرًا عن منطلقات وغاية المرأة العادية.
قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - :
أي النساء خير ؟ ! قال : التي تسره إذا نظر ،
وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره
الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني -
المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3208
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
إذن فاختيار المرأة الصالحة
ذات الدين زوجة للرجل، هو الاختيار الصائب والضروري.
فهي مستقيمة على دين الله ظاهرًا وباطنًا،
بلا توان أو تردد أو تكاسل أو تسويف أو هوى:
فالاستقامة على الدين عندها،
ليست استقامة القشور والمظاهر،
وإنما استقامة حقيقية يحبها الله تعالى،
وهي موافقة العمل للأحكام الشرعية وإخلاصه لله عز وجل،
هي استقامة استواء الظاهر والباطن وتناسقهما،
بحيث لا تفعل فعلاً يخالف القول، أو تقول قولاً يخالف الفعل،
فهي تعيش بالإسلام واقعًا حقيقيًا صادقًا ملموسًا،
فنجد عملها يوافق قولها،
ومخبرها يوافق مظهرها؛ لأنها تعمل ألف حساب
لقوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ.
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )
[الصف: 2، 3].
لذا فإن استقامتها على الدين
يحملها على طاعة مطلقة لله تعالى
ولرسوله صلى الله عليه وسلم بلا تردد أو تكاسل،
ثم تنطلق بكل خضوع وحب لله طالبة رضا الله والدار الآخرة.
ليس بينها وبين زوجها مشاكل حول طاعة الله تعالى
وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم،
مؤتمرة بأوامر الشرع، مجتنبة لنواهيه
الإيمان قد اختمر في قلبها،
والخوف من الله أصبح قائدها، والجنة غايتها؛
لذا فهي تقف على قاعدة السمع والطاعة
لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم،
وبالتالي لا توجد مشاكل بينها وبين زوجها في ذلك الجانب.
وهذا بخلاف من زوجها يحضها على طاعة الله
وهي معرضة،
ومن زوجها يحبب إليها الإيمان والعمل الصالح
وهي نافرة متبعة لهواها،
فتنشأ مشاكل خطيرة بينهما،
تجعل الحياة الزوجية بينهما دائمًا في قلق واضطراب.
وإن عبودية المرأة لربها تدفعها إلى كل طاعة
تُقربها من الله تعالى،
فهلاَّ قامت المرأة بالوظيفة التي خُلقت من أجلها،
ألا وهي عبادة الله تعالى وحده.
وعلاوة على ذلك فهي يقظة الالتزام:
وأعني بذلك أنها لا يفوتها فرصة تستطيع أن تعلم أولادها
من خلالها سُنّة مثلاً، أو توجه زوجها إلى طاعة غفل
أو كسل عنها، إلا ونبهت وأرشدت.